في الوقت الذي يشهد فيه العالم دور الحكومات الغربية في التغاضي عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، أختتم نشطاء يهود ومناهضين للصهيونية، مؤتمرهم الأول والذي عُقد في العاصمة فيينا في الفترة من 13-16 يونيو/حزيران 2025، حيث أنهم قد اجتمعوا في ذروة تلك المأساة.

وقد كانت لمدينة فيينا التي استضافت المؤتمر إشارة رمزية في أنها المدينة التي عاش فيها ثيودور هرتزل ، مؤسس الصهيونية اليهودية الحديثة، ونشر كتاب الدولة اليهودية "Der Judenstaat"، حيث أحيا المشروع القديم للمسيحية، والمعادي للسامية، في إنشاء دولة لليهود في خارج أوربا وروج لتلك الفكرة، بعد أن شيطنتهم واضطهادهم لقرون. وقد أسس هذا المشروع الصهيوني الاستعماري، لقيام دولة إسرائيل وتوسعها، بتدمير المدن والقرى الفلسطينية، وتشريد سكانها ونهب ممتلكاتهم، والمستمر منذ القرن الماضي وحتى الآن.

هذا الملتقى اليهودي الأول لمناهضة الصهيونية الذي أقيم في مدينة فيينا، قد جمع العديد من النشطاء والباحثين اليهود، مع غيرهم من شخصيات فلسطينية، ومؤيدين آخرين من أنحاء العالم، مع جدول أعمال غني بالجلسات المواضيعية. وعقب الجلسة الافتتاحية التي قدمها المنظمون، داليا ساريغ وسامي عياد، و روني باركان، وكلمة ترحيب من روجر واترز، بدأ البرنامج بلقاء أونلاين مع د. محمد صالحة، طبيب بمستشفى العودة (شمال غزة)، وكلمات رئيسية قدمها كل من الباحثة الأكاديمية الفلسطينية غادة الكرمي، والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، والنائبة البرلمانية الفرنسية ريما حسن، والمقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز (عبر الأونلاين)، وأدار الجلسة المنظمة الأكاديمي خاييم بريشيت.

وقد استحوذ موضوعي التحرر وإنهاء الاستعمار على معظم خطابات المتحدثين، ومن ضمنهم شخصيات مثل الصحفي والكاتب الغزاوي رمزي بارود ، و روشان دادو، منسق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في جنوب إفريقيا. كما أنضم لهذا الملتقى منظمون من الحركات النقابية مثل توني غرينيشتاين، وطلاب، وصحفيين مثل كاتي هاربر، وممثلين عن منظمات حقوقية ومناصرة، جميعهم شاركوا كحلفاء في النضال ضد الصهيونية، والعنصرية، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية.

ألقى السيد حوزيف شكلا، منسق شبكة حقوق الأرض والسكن-التحالف الدولي للموئل، بياناً تضامنياً، مستحضراً للتاريخ الطويل للمقاومة اليهودية للفكر الصهيوني، والتي استرشدت بها النضالات ضد هذا الفكر، وغيره من أشكال الفاشية والجرائم الفظيعة المماثلة لها.

ويشدد البيان الصادر عن المنظمين والمنشور على موقع المؤتمر، على أن الصهيونية جريمة ضد اليهودية، وضد الشعب الأصلي لفلسطين، ومتعهدين بوضع حد لها. كما أوضحوا بأنه " على مدار سنوات، أصبح من الواضح أن الصهيونية، بدلاً من أن تحمي اليهود، فقد وضعتهم في خطر داهم، من خلال ارتكاب أعمال فظيعة باسمهم. فالصهيوينة تقوم على التفوق العنصري، وتتبنى المفاهيم العنصرية المتأصلة في معاداة السامية – والتي تصف اليهود بأنهم ينتمون إلى عرق مختار - وهو مفهوم عنصري في جوهره ولا علاقة له باليهودية".

كما ندد المشاركون بكل من الصهيونية والكيان الاستيطاني الاستعماري الصهيوني، باعتباره جريمة ضد الإنسانية، واستشهدوا بالقسم الذي ردده الناجون من معسكرات الاعتقال في ماوتهاوزن عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، مرددين إرث أسلافهم في المقاومة ضد الفاشية النازية. وأطلق المشاركون على تنوعهم والمجتمعين في فيينا، نداءً واضحًا لمساندة الفلسطينيين في تحرير فلسطين، وبناء مجتمع ديمقراطي وعادل ومنصف من أجل مستقبل خالي من الصهيونية.

ثيمات
• إقليمي
• التشريد
• التمييز
• الحوادث
• جبر الضرر/ استعادة الحقوق
• حقوق الأرض
• حقوق الإنسان
• حملة تضامنية
• دولي
• شعوب تحت الاحتلال
• نزع المكلية
• نقل السكان