نالت السيدة هند مصطفى التي وضعتها لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو مساء الجمعة على قائمة رموز النظام ومقربيهم الذين استحوذوا على أراض سكنية بالعاصمة السودانية إهتماما كبير من التغريدات التي تبارت في وصف هذه السيدة بأنها تملك مدينة كاملة .

وهند مصطفى هي زوجة مدير الشرطة الأسبق محمد نجيب وهو برتبة فريق عمل في نظام البشير وتعرف هذه السيدة انها كانت تدير مخططات سكنية استثمارية اذ ان جملة الاراضي المستردة لصالح حكومة السودان حوالي 680 الف متر مربع بواقع 133 قطعة اغلبها في مدينة الخرطوم بحري .

فيما تبارى السودانيون على المنصات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك في كيل الانتقادات والحنق على هذه السيدة التي استحوذت على مدينة كاملة وسجلتها بإسمها مستغلة علاقتها برموز النظام المخلوع في ابريل 2019 تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية .

وكانت تحقيقات أمنية لجهاز الامن السوداني في العام 2018 كشفت عن امتلاك هذه السيدة هذه المخططات السكنية بمساعدة رجل المخابرات عبد الغفار الشريف المحتجز لدى السلطات الامنية منذ ذلك الوقت .

لم يتمالك السودانيون أنفسهم مساء الجمعة امام متحدث لجنة تفكيك النظام طه عثمان الذي تلى استرداد 133 قطعة ارض من هند مصطفى وأبدوا حسرتهم على وصول الفساد الى هذه الدرجة فيما قال أحدهم “نخشى ان نكتشف ان منزلنا بيع بالكامل لهذه السيدة “.

كتب مغردون آخرون على تويتر مطالب بمحاكمة هذه السيدة واقتيادها الى المخفر لتكون جنبا الى جنب مع زوجة المخلوع وداد بابكر خاصة وان درجات الفساد بين الاثنتين متقاربة جدا .

مافيا الأراضي داخل النظام الحاكم المخلوع استحوذت على اهتمامات السودانيين وذكر أحد الاشخاص على صفحته الشخصية في فيسبوك ” هند بنت عتبة أكلت كبد الصحابي حمزة بن عبد المطلب وهند مصطفى قضمت مدينة كاملة داخل الخرطوم بحري “.

واختلطت حالة الإستياء بنشوة الانتصار على النظام السابق بإسترداد الأصول والأراضي وقال منتصر ” شكرا لجنة تفكيك النظام نتطلع الى تفكيك جميع المؤسسات الاقتصادية الكبرى حتى يسترد السودانيون دولتهم بالكامل “.

الأمر الذي سرق انتباه الجميع أن ” مشاهدي المؤتمر الصحفي للجنة تفكيك النظام مساء الجمعة اشفقوا على طه عثمان اسحق الذي كان يتلو قرار الاسترداد وغردوا مطالبين بمنحه وقتا لالتقاط انفاسه او شرب كوب من المياه “.

بالفعل هذا ما فعلته نسرين بوضع كوب من المياه وهي تمررها عبر الشاشة التي يظهر عليها عثمان وهو ما اثار سخرية واسعة من أن هذه السيدة التي استحوذت على الاراضي في العاصمة السودانية سبقت الجميع الى تسجيل اول حالة سرقة بالاستيلاء على مدينة كاملة.

الأراضي التي حصلت عليها هند مصطفى موزعة بين الخرطوم في منطقة سوبا ومنطقة الخرطوم بحري في مخطط نبتة السكني الذي شيد ضمن موجة سباق تسلح بالعقارات بين مسؤولي النظام ومقربيهم .

عاد السودانيون مساء الجمعة على المنصات الاجتماعية الى تصريح شهير كان قد اطلقه عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم الاسبق في العام 2015 حينما تسلم مهمته خلفا لعبد الرحمن الخضر قال ردا على اسئلة الصحفيين عن ميزانية ولاية الخرطوم ” الأراضي كلها باعوها ” في اشارة الى عدم وجود أصول تساعد حكومته على فك الازمة الاقتصادية لتمويل بنود التنمية .

ويتهم النظام السابق ببيع الأصول والاراضي لتمويل الميزانيات المالية وتخصيص اجزاء منها للانشطة الحزبية فيما استغل المسؤولون ومقربيهم هذه الاجراءات بالحصول على معلومات البيع وشراء مساحات واسعة في العاصمة والتي تسجل أسعار عالية للعقارات إذ ان قيمة منزل في ولاية الخرطوم أغلى من قيمة منزل في مدن عالمية عملاقة مثل لندن ونيويورك وعادة ما تباع الشقق السكنية وسط العاصمة السودانية بأكثر من مليوني دولار .

المصدر الأصلي

Themes
• Armed / ethnic conflict
• Dispossession
• ESC rights
• Human rights
• Indigenous peoples
• Land rights
• Norms and standards
• Privatization
• Regional
• Reparations / restitution of rights
• Transitional Justice