لقد قضى والدي عمره في الدفاع عن القدس، وكان دائماً يقول لنا القضاء الإسرائيلي وتحديداً المحكمة العليا هي مقبرة للحق العربي
درويش، ابن سليمان درويش حجازي (أبو درويش) الذي خاض معركة قضائية لمدة عشرة سنوات قدم فيها وثائق ملكية تعود لعام 1814 وانتهت المعركة عام 2010 عندما رفضت المحكمة الإسرائيلية الاستناد للوثائق.
أنشئ حي الشيخ جراح في القدس الشرقية عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية اللواتي هجرتها مليشيات إسرائيلية استعمارية من أراضي فلسطينية قبضت عليهم بالقوة المحتلة عام 1948.
في عام 1972 توجّهت جماعات استيطانية يهودية أشكانزيّة وسفارديّة لتسجيل أرض كرم الجاعوني في الشيخ جرّاح بدائرة مسجّل الأراضي الإسرائيليّة وقبلت المحاكم الإسرائيليّة الطلب المستند على أوراق مزوّرة، بالمقابل قدّم سليمان حجازي ثبوتات للمحاكم الإسرائيليّة بأن هذه الأرض ملكيّة لعائلته، قبل أن تقوم الحكومة الأردنية بتأجيرها للاجئين الفلسطينين إلّا أن المحكمة الإسرائيلية رفضت الحجّة. واعتبرت الاوراق مزوّرة.
وفي عام 1983 خدع محامٍ يهودي أهالي الشيخ جرّاح حين رافع عنهم بقضية إخلاء عشرات العائلات وتبيّن بأنه اعترف بأحقّيّة المستوطنين في الحيّ وأصبح العرب سكّان الحي يعرّفون قانونيا بمستأجر محمي يدفعون الإيجار للمستوطنين، كشف الفلسطينيون نوايا المحامي واعتبروا أن الاتفاق لاغٍ.
نحجت الأذرع الاستيطانيّة والحكومية الاسرائيلية بتهجير ثلاث عائلات: في عام 2008، هجّرت عائلة الكرد، وعام 2009 هجّرت عائلة غاوي وحنون. وما زال الأهالي يناضلون بحيّ كرم الجاعوني ضدّ مخطّطات التهجير والاستعماري.
وفي عام 2016، أجرى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عملية مسح أظهرت أن 818 فلسطينيًا معرضون لخطر التهجير بسبب قضايا الإخلاء المرفوعة ضدهم في القدس الشرقية. وكشف مسح مُتابع في عام 2020 أن ما لا يقل عن 218 أسرة فلسطينية لديها قضايا إخلاء مرفوعة ضدها، معظمها من قبل منظمات المستوطنين، مما يعرض 970 شخصًا، من بينهم 424 طفلًا، لخطر التهجير. تم تحديد غالبية الحالات الجديدة في منطقة بطن الهوى بسلوان، والتي تعتبر المجتمع الذي يضم أكبر عدد من الأشخاص المعرضين لخطر النزوح، بسبب حالات الإخلاء المستمرة. بين عامي 2017 و 2020، طردت قرابة 15 أسرة، تضم 62 فلسطينيًا، من منازلها في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح في القدس الشرقية.
ما يحدث اليوم، في مطلع عام 2021، أصدرت محكمة اسرائيلية قراراً جديداً يُمهل أربع عائلات من الحيّ حتى آيار/ مايو القادم لإخلاء منازلهم وهم عائلات الكرد، قاسم، جاعوني، سكافي، وثلاث عائلات أخرى حتى آب/أغسطس القادم وهم عائلات حماد، ديجاني، داودي.
وقد أعلنت مفوضیة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة 7 مايو 2021، أن الخطوات التي تقوم بها إسرائيل ضد أهالي حي الشیخ جراح بالقدس الشرقیة قد ترقى إلى جرائم حرب وبحسب مسح أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 2020، فقد رُفعت دعاوى إخلاء ضد ما لا يقل عن 218 أسرة فلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك أسر في الشيخ جراح. معظمها كان بمبادرة من جمعيات استيطانية، مما يعرض 970 شخصا، بمن فيهم 424 طفلا، لخطر التشريد ،وهذا ما نددت به منظمة اليونسف أيضا.
ما يحدث من توالي الاعتدائات التي يقوم بها الاحتلال على مر سنوات وتعرض اسر فلسيطينة لخطر الطرد والتهجير والتطهير ، هي انتهاكات لحقوق المقدسيين والفلسطينيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وهو أقرب ما يكون الى نكبة جديدة يقف أهالي الشيخ جراح اليوم أمام مرحلة هامة ودقيقة من حياتهم ونضالهم السياسي ويواجهون الصراع الوجودي امام هجمات المشاريع التصفوية. في حين تنتظر العائلات مصيرها المجهول في ضوء اعلان جمعية اليهود الشرقيين وجمعية كنيست يسرائيل التي تدعي ملكيتها للأرض انها تنوي انشاء 200 وحدة استيطانية على انقاض منازل الشيخ جراح.
الشعب الفاسطيني يقاوم كل محاولات تصفيته السياسية، وكل انتهاكات المحتل لارضه ومسكنه و ببسالة وصمود في ظروف الصراع والاحتلال المرير ونظام دولي معولم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. وبدورنا هنا اقل ما يمكننا فعله هو تقديم كامل دعمنا لأهلنا في القدس وفي فلسطين، من اجل حقوقهم الكاملة، تحت وطأت تلك التحديات وفي ظل كل الظروف التي تمس كينونة الشعب والأمة وبوجه ما يلاقيهم من عمليات تطهير عرقي بدأت مع النكبة في 1948 وتستمر بحي الشيخ جراح الى اليوم، والتي ترقى وحسب القانون الدولي لتكون جريمة حرب.
فالحق الاسمى والمتسيّد على جميع الحقوق هو حق الانسان في وطن وما يندرج تحت ذلك من العيش الآمن بعيدا عن التهديدات وتنغيص العيش والأمن على بيته ومسكنه وأهله وأطفاله، وان هذا الصمت في العالم اجمع لما يحدث الان في حي الشيخ جراح انما هو جريمة بحق الانسان والإنسانية وانها لا تنذر بخير في المنطقة ولا في العالم اجمع، فالقدس هي بوصلة للعالم وللجميع ، وعلى الجميع في العالم الألتفات لها كقضية انتهاك حقوق انسان صارخة ومدوية ، لذا ندعوكم لتكونوا معنا من خلال هذا التحرك العاجل للضغط على المحتل الإسرائيلي لوقف جميع ممارساته في انتهاك حق الشعب العربي والفلسطيني في ارضه ومسكنه المقدّس، وعلى الأقل الالتزام بالقرارات الدولية فيما يخص القدس والمقدسات.