تتضامن شبكة حقوق الأرض والسكن - للتحالف الدولي للموئل، مع الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم التمييز المادي والممنهج، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي محو أراضيهم ومنازلهم. ونحن نسمع رسالتهم: فلا سلام بدون عدالة.

وكما نشهد اليوم ذكرى النكبة، مرة أخرى، تمارس حكومة الاحتلال الإسرائيلي العقاب الجماعي، واستهداف السكان المدنيين دون رادع وفي غياب أية مساءلة أو عقاب، ولكن هذه المرة رداً على الاحتجاجات الواسعة النطاق والتي وحدت الفلسطينيين في مختلف الأنحاء في الداخل والخارج، ومن بينها إطلاق حماس لصواريخ محدودة التدمير، ضد الانتهاكات من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في النقل والتهجير القسري للفلسطينيين.

فمنذ إنشاء إسرائيل عام 1948، تمارس السلطات الإسرائيلية، نظام الفصل العنصري، ومواصلة النكبة، ونقل السكان الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأصلي ككل، والذي يصيب الفلسطينيين سواء الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، وداخل إسرائيل، أو في الشتات، الذين يعانون منذ أمد طويل من الصادرة غير المشروعة لأراضيهم وممتلكاتهم دون وجه حق، ومنحها لمستوطنين، في انتهاك لقواعد القانون الدولي الإنساني والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

حتى الآن حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي الغاشم لمنازل المدنيين في قطاع غزة المحاصر، وصلت إلى 197 قتيل، بينهم 60 طفل، وعلى اللأقل 34 سيدة، ومن بينهم مقتل عشرة أفراد من أسرة واحدة، في مخيم الشاطئ، فضلا عن إصابة 950 شخص، وتشريد أكثر من 38,000 شخص يبحثون عن ملجأ بعد تدمير منازلهم. وفي الضفة الغربية وصلت حتى الآن أعداد القتلى برصاص جيش الاحتلال إلى 11 ضحايا. كما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، تدمير 200 وحدة سكنية، وتعرض 250 ألف شخص لعدم الوصول إلى مياه الشرب النظيفة بسبب توقف محطة تحلية المياه عن العمل، جراء القصف الإسرائيلي.

وقد تسببت الممارسات الإسرائيلية المستمرة في إطار عملية تهويد القدس، بإخلاء 12 عائلة فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح، إلى اندلاع أعمال واسعة من الاحتجاجات، وتبعه تطور الوضع لتوسيع أعمال العنف إلى قطاع غزة والضفة الغربية. وقد أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، في دراسة استقصائية في عام 2020، بأن هناك 218 عائلة فلسطينية مقدسية ومن بينهم أسر حي الشيخ جراح، سيتم إخلائهم قسرياً من منازلهم، بسبب دعاوى الإخلاء القضائية التي أقامتها الجمعيات الاستيطانية، مما يعرض 970 شخص بينهم 424 طفلاً إلى التشريد.

ويعمل التحالف الدولي للموئل مع أعضائه، وشركائه من منظمات المجتمع المدني، على مناهضة الانتهاكات الجسيمة للاحتلال الإسرائيلي، سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو ضد الفلسطينيين في داخل إسرائيل، وتقديم الجناة للمحاكمة والمساءلة أمام المحكمة الجنائية الدولية. كما يدعو التحالف، الدول والحكومات جميعاً في إطار منظمة لأمم المتحدة إلى التعهد بالتزاماتهم الدولية في وضع إسرائيل تحت المساءلة وإيقاف انتهاكاتها لمبادئ القانون الدولي ووضع حد للأوضاع غير القانونية، والتي تضمن التوسع الاستيطاني غبر المشروع، والعقاب الجماعي لسكان قطاع غزة، وممارسات الإخلاء القسري الممنهج والمؤسسي ضد العائلات الفلسطينية، ومصادرة ممتلكاتهم.

فالمستقبل الوحيد لشعوب المنطقة يجب أن يكون مبني على العدل وليس الصهيونية.

_________

أصدرت HIC-HLRN هذا البيان في 15 مايو 2021 ، والأرقام المحدثة اعتبارًا من 17 مايو. اطلع على آخر المستجدات حول الضحايا في مركز الميزان لحقوق الإنسان (غزة).

الصورة: (اليميناً) سيدة فلسطينية تسير بعد أن جمعت متعلقاتها من داخل منزلها المدمر، عقب القصف الإسرائيلي في شمال غزة، مايو/آيار 2021. المصدر:Ahmed Zakot/SOPA Images/LightRocket via Getty Images. وعلى يسار، مجموعة من الفلسطينيين، يحملون متعلقاتهم على رؤوسهم، فارين من قريتهم في الجليل، بعد أن طردتهم قوات الإسرائيلية، بعد ما يقرب من 5 أشهر من إعلان قيام دولة إسرائيل 1948. المصدر: وكالة رويترز.